[size=16][size=25]نواب الكيف
من الملفات التي أثارت الرأي العام و أثارت ضجة قوية في الشارع المصري
-سبق القول بأهمية مجلس الشعب و الذي يسمى أيضا المجلس التشريعي إذ هو الذي يُقر القوانين و التي قد تبني و قد تهدم - مما يستوجب أن يكون النواب تحت قبة المجلس في غاية النزاهة و الأمانة و الحرص على الصالح العام .
لكن في ظل فساد الحزب الوطني و الذي يترأسه / حسني مبارك ( هو نفسه رئيس الجمهورية) – ظهر نواب الكيف , ما قصتهم ؟ هذا ما يحكيه كتاب هام صدر في سنة 1991 و عنوانه :
" نواب الكيف – بالوثائق: قصة تجار المخدرات في مجلس الشعب "
على الغلاف صورة لــ"عايد سليمان سلمى" تاجر المخدرات المتعاون مع إسرائيل و الذي هو عضو مجلس الشعب !!
يقع الكتاب في 177 صفحة , فيما يلي نقل لبعضها :
"
يبدو مفيدًا أن نطل على اعترافات لمسؤول إسرائيلي لجريدة " جيرو ساليم
بوست" الإسرائيلية في 12/10/1989 و هي تلقي لنا الضوء على مخطط إسرائيلي
لإغراق مصر بالمخدرات , و يقول فيه هذا المسؤول إن إسرائيل بدأت
الإعداد لهذا المخطط الإجرامي عقب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء سنة 1967 و
وقوع الآلف من البدو تحت سلطة الاحتلال و إجبار بعضهم على التعامل مع
الكيان الصهيوني و استدراج و إغراء البعض من ضعفاء النفوس إلى العمل لحساب
إسرائيل في تهريب و ترويج المخدرات داخل سيناء استعدادًا لترويجها داخل
مصر, و بدأت إسرائيل التنفيذ العملي لمخططها الإجرامي عقب توقيع معاهدة
كامب ديفيد سنة1979و عودة سيناء إلى الوطن الأم لتجعل من بوابة مصر
الشرقية طريقًا لتهريب المخدرات من إسرائيل إلى مصر . و بواسطة بدو سيناء
الذين جندت بعضًا منهم خلال سنوات الإحتلال بدأت تنفيذ مخططها الإجرامي في
ترويج المخدرات إلى داخل مصر عبر الحدود !
و تقول تقارير و ملفات إدارة مكافحة المخدرات بسيناء إنه تم القبض على 422
متهمًا في 369 قضية تهريب مخدرات خلال أعوام 87/1989 و ثابت أن مصدرها
إسرائيل.
و أخطر مهربي المخدرات من إسرائيل إلى مصر هو "عايد سليمان سلمى"" صفحة91
"................. لكن جاءت انتخابات 1990 دون أن يتغير الحزب الوطني , فماذا حدث ؟
- الذي حدث أن هذا الحزب أضاف إلى رصيده الحافل صفة جديدة و هي أنه "حزب سوابق! "
فقد أعاد ترشيح ثمانية من أعضائه على الأقل رفعت عنهم الحصانة – في
البرلمان المنحل – بعد أن اتهموا في قضايا مختلفة تراوحت ما بين نصب و سرقة و استغلال نفوذ و إهدار للمال العام , كما رشح أيضًا أكثر من ثلاثين متهمًا في قضايا يندى لها الجبين أبسطها – و قد يكون أخطرها – صفع امرأة في الطريق العام ! و أكثرها سخونة الاعتداء على أموال و أملاك الدولة و سرقة ألوف الجنيهات من البنوك الوطنية بضمانات وهمية . و "تلك الرائحة" فاحت في مصر من أقصاها إلى أقصاها " صفحة 55 و 56
"....................... شمس الشموس و نجم النجوم عضو بالحزب الوطني و هو حضرة النائب المحترم عايد سليمان سلمى أبو سبيلى .
ية –
التي تؤثم نشاطه في تجارة المخدرات و تؤكد ثراءه الفاحش بطريق محرم و
تعاونه مع إسرائيل فإنه قدم عند ترشيحه صحيفة حالة جنائية بيضاء من غير سوء ..." صفحة 58
--" اللواء د. فتحي عيد رئيس جهاز مكافحة المخدرات من هواة حفظ حقوق الغير, و هو على استعداد لأن يدفع حياته ثمنًا لذلك .
فأوراقه تحفظ لـ" عايد" – باليوم و التاريخ و الساعة – كل ما صدر عن
"عقله" الذكي و يديه الخفيفتين من تخطيط و تدبير محكمين للتجارة في الصنف
و الإفلات من العقاب. و أدق معلوماته الأمنية تقول : إنه أرسل مذكرة
للقضاء الإداري ( الوثائق مطبوعة في الكتاب) عندما رشح " عايد سليمان"
نفسه لعضوية مجلس الشعب , و قال فيها إن " عايد" سبق اعتقاله عسكريًا عام
1955 بناء على طلب مصلحة السواحل لنشاطه في تهريب المخدرات عبر خليج
السويس, و ُأفرج عنه في 15/6/1956 , ثم ُأعيد اعتقاله مرة أخرى بالأمر
العسكري رقم 119 في 27/6/1962 لخطورته على أمن و سلامة القوات المسلحة
بمنطقة سيناء بناء على طلب من إدارة مخابرات حرس الحدود , لكنه تمكن من
الهرب – كما يشير التقرير بذلك – حيث أعلنت إدارة المخابرات عن رصد مكافأة
ألف جنيه – طبعا بنقود تلك الأيام- لمن يرشد عنه.
و يضيف تقرير اللواء عيد أن " عايد" فرضت عليه الحراسة بالقرار الجمهوري
رقم 3098 سنة 1966 و صدر الأمر العسكري رقم 2 لسنة 1969 من المحاكم
العسكرية للسويس بإبعاده عن محافظة السويس لخطورته على الأمن العام و
حرصًا على سلامة القوات المسلحة – و هي المرة الثانية التي يشار فيها إلى
خطورته على تلك المؤسسة الهامة تحديدًا – كما يشير تقرير د. فتحي عيد إلى
أن "عايد" من أخطر مهربي المخدرات , و يصفه بأنه أسطورة في عمليات تهريب و جلب المخدرات من سيناء إلى وادي النيل بأكمله حيث تربطه علاقات وثيقة بكبار منتجي المخدرات بلبنان
و الأردن أمثال صبحي صالح الخطيب , و يؤكد ذات التقرير أن " عايد" عاود
نشاطه في تهريب و تجارة المخدرات علاوة على تعاونه مع العدو الإسرائيلي و
ذلك استنادًا إلى تقرير بعثت به قيادة مخابرات حرس الحدود مجموعة
المخابرات و الأمن رقم 972 سري جدًا بتاريخ 11/8/1983 و الذي يؤكد أنه من
أخطر مهربي المخدرات و أنه متهم في قضية الجناية العليا رقم 10/62 الشط
مخدرات , و صدر ضده حكم بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا !
و بعيدًا – الآن- عن هذه القضية اللغز و التي تعد نقطة تحول هامة في حياة
"عايد" فإن التقرير الصادر من إدارة إدارة مكافحة المخدرات و الذي نقرأ
منه هذه السطور يؤكد أن المذكور اشترك في عملية لتهريب كمية كبيرة من المخدرات قدرت بنحو (5) أطنان مخدرات تم تهريبها من منطقة رأس لاجيه و رأس سلات جنوب سيناء بتاريخ 28/6/1983 , و يضيف أنه كان الرأس المدبر لتهريب شحنة كبيرة من المخدرات و زنتها 9780 كيلو جرام أي ما يقرب من عشرة أطنان بالاشتراك
مع آخرين من أهالي سيناء , حيث تمكنت قوات حرس الحدود من ضبطهم مع آخرين
من أهالي سيناء بتاريخ 6/1/1984 داخل 245 طرد في القضية رقم 104 جنايات
السويس لسنة 1984" من صفحة 65 حتى صـ67
[/size][/size]