[size=25] "على جثتي لو حد أدلى بصوته "
مدير أمن محافظة الدقهليةانتخابات سنة2000
من
الكتب الجريئة في رصد الفساد كتاب " مذكرات نائب من مصر" صدر على جزئين
الأول طُبع في سنة 2005 ( دار الوفاء للنشرو التوزيع) و عنوانه بالكامل :"
مذكرات نائب من مصر- انتخابات مجلس الشعب و مرارة التجربة" , أما الجزء
الثاني فصدرت طبعته الأولى في سنة 2006 و عنوانه بالكامل : " مذكرات نائب
من مصر- شرف النيابة عن الشعب و عظمة التجربة" .
من عناوين الجزء الأول عنوان : "سندوب تحت الحصار"
و كانت مدرسة سندوب قد سُلمت لتكون لجنة انتخابية كما هو معتاد في مصر
كلها و قد جرت عدة وقائع كان منها انطلاق الجملة التي ستصبح مأثورة لمدير
أمن الدقهلية تلك التي بدأ بها الحديث
و فيما يلي كل ما جاء تحت هذا العنوان الوارد بالجزء الأول "سندوب تحت الحصار" بالنص :
"
قد يكون سيناريو القبضة الحديدية للأمن لمنع الناخبين من التصويت بكل
السبل قد تكرر في معظم الدوائر التي ترشح فيها إسلاميون , و لكن ما تعرض
له المرشح العمالي الحاج صابر زاهر في دائرة بندر المنصورة يفوق الوصف –
خاصة قريته سندوب – و طبقـًا لما جاء في دراسة مركز الشرق الأوسط – التي
أشرت لها سابقـًا – فإنه و قبل الانتخابات مباشرة تم اعتقال معظم أنصار و
أقارب المرشح - خاصة من قريته سندوب- مثل زوج ابنته , و محاولة اعتقال
صهره عبد اللطيف زاهر , و التهديد بخطف ابه اسلام من المعهد الديني , و
تهديد زوجته بالنقل من وظيفتها – وكيلة مدرسة سندوب الابتدائية- إلى إدارة
المطرية التعليمية , و محاصرة البيت بعدد من المخبرين و أمن الدولة لمنع
اتصاله بالناخبين و إشاعة تنازله.
ثم جاءت الجولة الأولى يوم الأحد 29/ 10/2000 م , حيث فوجيء الناخبون بفرض طوق أمني مكثف حول مدرسة سندوب [size=21]"
3 سيارات لوري أمن مركزي و 3 أتوبيسات مليئة بجنود الأمن المركزي , و
سياراتان بهما مجموعة من الخارجين على القانون – بلطجية و بلطجيات-
للاحتكاك بالناخبين و الناخبات, و قامت قوات الأمن باعتقال عدد من
الناخبين و مندوبي المرشح من أمام اللجان , و تطورت الأحداث
سريعًا , فمع حصار الأمن لللجان و استعانته بالبلطجية في الاعتداء على
الناخبين , و احتشاد المئات منهم للإدلاء بأصواتهم لساعات عدة و منعهم من
التصويت ؛ أدى كل ذلك لخروج مسيرة من
ثلاثة آلاف مواطن من أهالي سندوب , و قاموا بالهتاف " الإسلام هو الحل"
فقامت الشرطة بالاعتداء عليهم بالقنابل المسيلة للدموع و إطلاق الرصاص
الحي , و ردَّ عليهم المواطنون بإشعال إطارات السيارات و اعتراض أحد القطارات.
فقامت قوات الأمن بقطع التيار الكهربائي عن البلدة و استدعاء قوات إضافية
و القيام بعمليات اعتقال عشوائية في القرية و مداهمة 30منزلا , مما اضطر
المرشح لدعوة الناخبين من أهالي سندوب إلى ترك المكان حول اللجان حفاظـًا
على أرواحهم .
و بالرغم من كل ذلك نجح المرشح في دخول مرحلة الإعادة ضد منافسه مرشح
الوطني "ممدوح فودة" على الرغم من منع قرية المرشح الإسلامي من التصويت ,
و لكن في الإعادة قام الأمن بمحاصرة كل القرى( الكاتب يقصد كل اللجان)
التي أعطت نسبة كبيرة من الأصوات للمرشح الإسلامي مثل لجان: جزيرة الورد
الحديثة – قولونجيل – الساحة الشعبية – جاد الحق – نادي الشعب – ثمرة
الحياة – عمر بن الخطاب – خالد الطوخي – الإمام محمد عبده – الثانوية بنات
– شرطة المنصورة – النهضة – سيدي سعد ( عزيزي القارئ غير المصري يشيع أن
تحمل المدارس المصرية أسماء أعلام و صحابة و شهداء, والأماكن المذكورة هي
أماكن اللجان الانتخابية) / إضافة للجان قرية سندوب – بلد المرشح – حيث تم
نشر قوة أمنية كبيرة في سندوب " سيارتا أمن مركزي مدرعة – 4بوكس شرطة –
سيارات ميكروباص محملة بالجنود و المخبرين" و قام الأمن بسحب البطاقات الشخصية من المواطنين و إبلاغهم بعدم وجود انتخابات و أن من سيذهب للإدلاء بصوته فسوف يتم اعتقاله.
بل زارمديرُ أمن المحافظةِ القرية و صرخ في الناس : " على جثتي لو حد أدلى بصوته " . و بالفعل تم اعتقال 16 ناخبًا توجهوا للإدلاء بأصواتهم في سندوب . و هدد أحد الضباط باعتقال القرية كلها – و ليس 16 فردًا فقط – لو خرج أحد للتصويت
و لكن لم يستجب المواطنون للتهديد – أيضًا – و تكررت نفس أحداث المرحلة
الأولى , احتكاك الشرطة بالناخبين الذي تطور إلى استخدام القنابل المسيلة
للدموع و الرصاص المطاطي و الاعتقالات العشوائية لتفريقهم , و في النهاية
لم ينجح أحد من مرشحي الإخوان في الدقهلية بصفة خاصة بسبب تلك الأحداث
التي وصل إجمالي المعتقلين من المحافظة خلالها حوالي 700 معتقل منهم 77 معتقلا من سندوب وحدها .
[/size][/size]