«ثورة 25 يناير» تستعيد روح الدعابة عند المصريين
سيل جارف من النكات.. ولوحات ساخرة خطها المعتصمون بميدان التحرير
وسط
قلوب مكلومة بالحزن والأسى، وإحصاءات لأعداد الضحايا والمصابين، وخسائر
اقتصادية فادحة خلفتها الاحتجاجات التي بدأت في مصر قبل أسبوعين، وفي ظل
مفاوضات سياسية محمومة لتجاوز الأزمة الراهنة، لم تفارق المصريين روح
الفكاهة والسخرية في أحلك المواقف التي تمر بها البلاد، وذلك منذ أول يوم
بدأت فيه المظاهرات في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.
للوهلة الأولى يعتقد من يذهب إلى ميدان التحرير (معقل الاحتجاجات) أنه سوف
يرى مظاهرات تعج بأعداد كبيرة من السياسيين الثوريين، تكتسي وجوههم بالحزن
والغضب يهتفون بشعارات سياسية جامدة حادة، ورغم أن هذا موجود بالفعل، لكن
اللافت للانتباه أن الميدان الأشهر في العاصمة المصرية تحول إلى «كرنفال
احتفالي حاشد» ولوحة فنية ساخرة رسمها المتظاهرون بألوان التعاون والإخاء
والوحدة الوطنية والسخرية اللاذعة، ترصعها الشعارات خفيفة الظل، كتبت
بألوان زاهية انتشرت في الميدان.
وجود لفرق موسيقية تتجول وسط المتظاهرين تطوف الميدان وتعزف الألحان
الوطنية، عروض مسرح الشارع، وبيانات سياسية. و«حضرة» فلكلورية من أجل رحيل
الرئيس المصري حسني مبارك رافعين شعار «لو كان عفريت كان انصرف».. أطفال
صغار، وأمهات يحملن رضعا، وبنات لم يشتد عودهن بعد، يمارسون جميعا هوس
تصوير لحظات وصفوها بالتاريخية لوضع هذه المشاهد في ذاكرة الأجيال القادمة
يوصف المصري بأنه «ابن نكتة»، فالشباب في ظل ظروف الاعتصام والاحتجاجات
المتواصلة التي تخللتها اعتداءات دموية في ميدان التحرير قاموا بتأليف نكات
عن الأوضاع السياسية انتشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل
الاجتماعي «فيسبوك»، ولافتات حملوها في الميدان الذي غدا ميدان الحرية
السياسية
شعارات ساخرة رفعها المتظاهرون، فهذا شاب صغير يرفع لافتة تقول «ارحل بقى
إيدي وجعتني»، وآخر «مبارك يتحدى الملل»، وثالث «مبارك.. طير أنت» (المأخوذ
من اسم أحد الأفلام المصرية).
لافتات كثيرة منها «يا رب يا ربنا.. تفهم وتبقى زينا»، لافتة تقول «الشعب
يريد إدخال الطعام» بعد تعرض الميدان لما قال الشباب المعتصم به إنه تضييق
أمني على إدخال المؤن يمارس على المعتصمين. كذلك لافتة تحمل «امشي علشان
أروح أحلق شعري»، عريس جديد وسط المتظاهرين يقول «ارحل بقى مراتي وحشتني
بقالي 20 يوم متجوز»، وفتاة كتبت «ارحل يعني امشي.. يمكن ما بيفهمشي».
ومن اللافتات أيضا واحدة رسمت عليها طائرة وسفينة كتب تحتها بالعربية
«اختار» وبالإنجليزية «تشوز»، بينما كتب متظاهر آخر على سترته: «أنا ضحيت
بتمن الجاكيت». وأتى المتظاهرون بالمزيد من صناديق القمامة وكتب فوقها «مقر
الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)».
دعابة أطلقها متظاهر قائلا «مبارك مش عارف يرحل.. بسبب حظر التجول»، وقال
آخر «لو هو لازق بالكرسي نشيله بالكرسي ونجيب كرسي تاني»، «مبارك يطالب
بتغيير الشعب»، أو «مبارك يطلب من مصر للطيران تجهيز طائرات لنقل 80 مليون
مصري»
وتماما كما يقال «شر البلية ما يضحك»، أطلقت العديد من النكات على الإنترنت
مثل «الرئيس التونسي السابق اتصل بالإذاعة وأهدى مبارك أغنية «بستناك
(أنتظرك)»، لكن مبارك في مداخلة عاجلة، صرح بأننا لسنا مثل تونس وأهدى
الشعب المصري أغنية «أخاصمك آه أسيبك لا»
أما أحد أشهر الفكاهات فكانت عبارة عن رسالة من تلميذ مصري للمتظاهرين يقول
خلالها: «إلى أعزائي من شعب مصر في ميدان التحرير.. بخصوص الثورة اللي
شغالة عندكم.. لا تنسوا أنها ستدخل في مادة التاريخ وإحنا اللي بنحفظ في
النهاية فاختصروا من فضلكم))
واقترح البعض إعادة إنتاج بعض الأفلام القديمة مع تغيير أسمائها بحيث يتحول
فلم «رد قلبي» إلى «رد نتي (الإنترنت الخاص بي)» بعد انقطاع الخدمة عن
البلاد لأيام في أعقاب الحركة الاحتجاجية، وبدلا من اسم فيلم «عودة الندلة»
يصبح «عودة النت»، وفيلم «لا أكذب ولكني أتجمل» يتحول إلى «لا أختنق ولكني
أستغيث»، وبدلا من «امرأة هزت عرش مصر» يصبح «ستاتوس هزت عرش مصر».
حديث المسؤولين المصريين والإعلام الحكومي الرسمي عن وجود عناصر خارجية
تسببت في إشعال الأزمة، والتي أشير إليها بـ«الأجندات الخارجية» التي
تستهدف ضرب الاستقرار في مصر، أصبح مثار سخرية لدى شباب «الفيسبوك»،
وانتشرت النكات بهذا الشأن.. فهذا بيان نسبه الشباب في تهكم للتلفزيون
المصري يقول «في جمعة الغضب قام 2 مليون من عناصر الموساد بأداء الصلاة في
التحرير للمطالبة برحيل مبارك، وفي الإسكندرية خرج أكثر من نصف مليون
إيراني ينادون بسقوط مبارك، وفي المنصورة خرج نصف مليون من عملاء حماس
يطالبونه بالتنحي.. وفي دمنهور خرج 100 ألف من عملاء حزب الله، لكن الشعب
المصري احتشد في مظاهرة من ثلاثة آلاف شخص تطالب ببقاء الرئيس»
ونشر أحدهم خبرا عاجلا يقول «أصحاب المؤامرة الإيرانية الأميركية الحماسية
الإسرائيلية القطرية الإخوانية لتدمير مصر يدفعون مئات الدولارات
للمتظاهرين في التحرير ويبعثون لهم رسائل مشفرة بالأطباق الطائرة ويتواصلون
معهم بالتخاطر الذهني وتحضير الأرواح وكل متظاهر بياخد وجبة هابي ميل
باللعبة وشقة في مدينتي».
كما تم عمل مجموعة على «الفيسبوك» باسم «أنت عيل أجندة»، انتشرت عليها
التعليقات الساخرة مثل: «الحكومة بدأت تلم الأجندات اللي في السوق»، «لو لم
أكن أجندة لوددت أن أكون أجندة»، وهذا عسكري يخاطب المتظاهرين بالقول
«أجري يا بن الأجندة منك له»، «الأجندة كنز لا يفنى»، «بعد نفاد الأجندات
بسبب الأعداد الكبيرة من المتظاهرين، قاموا بتوزيع نتائج حائط».. أما نشيد
«العيال الأجندة» الموحد فيقول «أنا مندس.. أنا مندس.. هاتلي أجندة ووجبة
وبس.. من هارديز أو كنتاكي.. هاتلي وجبة دينر بوكس.. أو سوبر زنجر من غير
خص»
وتهكم المتظاهرون على الشائعات التي ترددت عن توزيع وجبات كنتاكي وأموال
عليهم قدر بعضها 50 جنيها بالتحديد، بالقول «الوجبات لم تكن كنتاكي فقط، في
ناس لا تحب كنتاكي، فبيجيبوا لناس ثانية ماكدونالدز، وناس غاويين فقر
مصممين على الكشري والفول والطعمية، ولهذا فإن كشري حمادة والتابعي
الدمياطي أثبتوا تورطهم في تحريك هذه المظاهرات الحقيرة».
كما سخر المحتجون مما يقال عن تمويل إيراني للمحتجين، قائلين إن إيران لم
تسكت فقد عمت الاحتجاجات الغاضبة وسط الإيرانيين على الإعلام الكاذب وتقول
«نحن نوزع وجبات مؤمن وليس كنتاكي يا كفرة». يقول أحد الشباب الساخر
اختفاء قوات الشرطة منذ جمعة الغضب، كان مثارا لسخرية بلا حدود، فقد طرح
أحد المدونين سؤالا يقول: أجهزة الشرطة مش موجودة ليه؟، وترك ثلاثة خيارات
للإجابة، هي: واخدين أجازة نص السنة، جتلهم فرصة عمل في إحدى دول الخليج،
زعلانين من الشعب ومستنيين الشعب يروح يصالحهم.
وعن اللجان الشعبية التي انتشرت في البلاد عقب انسحاب الشرطة من شوارع
القاهرة وبعض المحافظات علق الشاب ساخرا: «يعنى إيه كوكا زيرو.. يعني تبقى
واقف في لجنة شعبية بتحشش.. وتيجي عربية شرطة تفتشها» في تقليد لحملة
إعلانية استخدمت تعريفات غير منطقية للترويج لمنتجها
مؤيدو الرئيس مبارك دخلوا على الخط أيضا، وردا على شعار «الشعب يريد إسقاط
النظام» رفعوا لافتة عليها «الشعب يريد إخلاء الميدان». وتهكموا على مسميات
المتظاهرين (جمعة الغضب، والرحيل..) بالقول «لو جمعة الرحيل منفعتش
هيعملوا سبت الصمود وأحد الخلاص واثنين الإطاحة وثلاثاء الإرادة وأربعاء
التصميم وخميس الاعتصام وجمعة الوداع، وآدي الأسبوع اتضرب وندخل على اللي
بعده.. سبت الضياع وأحد الملل واثنين عيد الحب وثلاثاء الخفة وأربعاء
اللذاذة وخميس اللطافة))
وعن التغيرات في الدول العربية المحيطة قال أحد المدونين إن الثورة المصرية
أفرزت عدة مكاسب «إقالة الحكومة الأردنية، رفع قانون الطوارئ في الجزائر،
إعلان الرئيس اليمني عدم ترشيح نفسه للرئاسة، قمع الشعب السوري قبل ما يفكر
يثور».
سيل جارف من النكات.. ولوحات ساخرة خطها المعتصمون بميدان التحرير
<table width="380" border="0"><tr><td align="center">[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]</td></tr><tr><td class="caption">محتجة رفعت لافتة تطالب الرئيس المصري بالرحيل، لأنها تريد الاستحمام </td></tr></table> |
وسط
قلوب مكلومة بالحزن والأسى، وإحصاءات لأعداد الضحايا والمصابين، وخسائر
اقتصادية فادحة خلفتها الاحتجاجات التي بدأت في مصر قبل أسبوعين، وفي ظل
مفاوضات سياسية محمومة لتجاوز الأزمة الراهنة، لم تفارق المصريين روح
الفكاهة والسخرية في أحلك المواقف التي تمر بها البلاد، وذلك منذ أول يوم
بدأت فيه المظاهرات في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.
للوهلة الأولى يعتقد من يذهب إلى ميدان التحرير (معقل الاحتجاجات) أنه سوف
يرى مظاهرات تعج بأعداد كبيرة من السياسيين الثوريين، تكتسي وجوههم بالحزن
والغضب يهتفون بشعارات سياسية جامدة حادة، ورغم أن هذا موجود بالفعل، لكن
اللافت للانتباه أن الميدان الأشهر في العاصمة المصرية تحول إلى «كرنفال
احتفالي حاشد» ولوحة فنية ساخرة رسمها المتظاهرون بألوان التعاون والإخاء
والوحدة الوطنية والسخرية اللاذعة، ترصعها الشعارات خفيفة الظل، كتبت
بألوان زاهية انتشرت في الميدان.
وجود لفرق موسيقية تتجول وسط المتظاهرين تطوف الميدان وتعزف الألحان
الوطنية، عروض مسرح الشارع، وبيانات سياسية. و«حضرة» فلكلورية من أجل رحيل
الرئيس المصري حسني مبارك رافعين شعار «لو كان عفريت كان انصرف».. أطفال
صغار، وأمهات يحملن رضعا، وبنات لم يشتد عودهن بعد، يمارسون جميعا هوس
تصوير لحظات وصفوها بالتاريخية لوضع هذه المشاهد في ذاكرة الأجيال القادمة
يوصف المصري بأنه «ابن نكتة»، فالشباب في ظل ظروف الاعتصام والاحتجاجات
المتواصلة التي تخللتها اعتداءات دموية في ميدان التحرير قاموا بتأليف نكات
عن الأوضاع السياسية انتشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل
الاجتماعي «فيسبوك»، ولافتات حملوها في الميدان الذي غدا ميدان الحرية
السياسية
شعارات ساخرة رفعها المتظاهرون، فهذا شاب صغير يرفع لافتة تقول «ارحل بقى
إيدي وجعتني»، وآخر «مبارك يتحدى الملل»، وثالث «مبارك.. طير أنت» (المأخوذ
من اسم أحد الأفلام المصرية).
لافتات كثيرة منها «يا رب يا ربنا.. تفهم وتبقى زينا»، لافتة تقول «الشعب
يريد إدخال الطعام» بعد تعرض الميدان لما قال الشباب المعتصم به إنه تضييق
أمني على إدخال المؤن يمارس على المعتصمين. كذلك لافتة تحمل «امشي علشان
أروح أحلق شعري»، عريس جديد وسط المتظاهرين يقول «ارحل بقى مراتي وحشتني
بقالي 20 يوم متجوز»، وفتاة كتبت «ارحل يعني امشي.. يمكن ما بيفهمشي».
ومن اللافتات أيضا واحدة رسمت عليها طائرة وسفينة كتب تحتها بالعربية
«اختار» وبالإنجليزية «تشوز»، بينما كتب متظاهر آخر على سترته: «أنا ضحيت
بتمن الجاكيت». وأتى المتظاهرون بالمزيد من صناديق القمامة وكتب فوقها «مقر
الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)».
دعابة أطلقها متظاهر قائلا «مبارك مش عارف يرحل.. بسبب حظر التجول»، وقال
آخر «لو هو لازق بالكرسي نشيله بالكرسي ونجيب كرسي تاني»، «مبارك يطالب
بتغيير الشعب»، أو «مبارك يطلب من مصر للطيران تجهيز طائرات لنقل 80 مليون
مصري»
وتماما كما يقال «شر البلية ما يضحك»، أطلقت العديد من النكات على الإنترنت
مثل «الرئيس التونسي السابق اتصل بالإذاعة وأهدى مبارك أغنية «بستناك
(أنتظرك)»، لكن مبارك في مداخلة عاجلة، صرح بأننا لسنا مثل تونس وأهدى
الشعب المصري أغنية «أخاصمك آه أسيبك لا»
أما أحد أشهر الفكاهات فكانت عبارة عن رسالة من تلميذ مصري للمتظاهرين يقول
خلالها: «إلى أعزائي من شعب مصر في ميدان التحرير.. بخصوص الثورة اللي
شغالة عندكم.. لا تنسوا أنها ستدخل في مادة التاريخ وإحنا اللي بنحفظ في
النهاية فاختصروا من فضلكم))
واقترح البعض إعادة إنتاج بعض الأفلام القديمة مع تغيير أسمائها بحيث يتحول
فلم «رد قلبي» إلى «رد نتي (الإنترنت الخاص بي)» بعد انقطاع الخدمة عن
البلاد لأيام في أعقاب الحركة الاحتجاجية، وبدلا من اسم فيلم «عودة الندلة»
يصبح «عودة النت»، وفيلم «لا أكذب ولكني أتجمل» يتحول إلى «لا أختنق ولكني
أستغيث»، وبدلا من «امرأة هزت عرش مصر» يصبح «ستاتوس هزت عرش مصر».
حديث المسؤولين المصريين والإعلام الحكومي الرسمي عن وجود عناصر خارجية
تسببت في إشعال الأزمة، والتي أشير إليها بـ«الأجندات الخارجية» التي
تستهدف ضرب الاستقرار في مصر، أصبح مثار سخرية لدى شباب «الفيسبوك»،
وانتشرت النكات بهذا الشأن.. فهذا بيان نسبه الشباب في تهكم للتلفزيون
المصري يقول «في جمعة الغضب قام 2 مليون من عناصر الموساد بأداء الصلاة في
التحرير للمطالبة برحيل مبارك، وفي الإسكندرية خرج أكثر من نصف مليون
إيراني ينادون بسقوط مبارك، وفي المنصورة خرج نصف مليون من عملاء حماس
يطالبونه بالتنحي.. وفي دمنهور خرج 100 ألف من عملاء حزب الله، لكن الشعب
المصري احتشد في مظاهرة من ثلاثة آلاف شخص تطالب ببقاء الرئيس»
ونشر أحدهم خبرا عاجلا يقول «أصحاب المؤامرة الإيرانية الأميركية الحماسية
الإسرائيلية القطرية الإخوانية لتدمير مصر يدفعون مئات الدولارات
للمتظاهرين في التحرير ويبعثون لهم رسائل مشفرة بالأطباق الطائرة ويتواصلون
معهم بالتخاطر الذهني وتحضير الأرواح وكل متظاهر بياخد وجبة هابي ميل
باللعبة وشقة في مدينتي».
كما تم عمل مجموعة على «الفيسبوك» باسم «أنت عيل أجندة»، انتشرت عليها
التعليقات الساخرة مثل: «الحكومة بدأت تلم الأجندات اللي في السوق»، «لو لم
أكن أجندة لوددت أن أكون أجندة»، وهذا عسكري يخاطب المتظاهرين بالقول
«أجري يا بن الأجندة منك له»، «الأجندة كنز لا يفنى»، «بعد نفاد الأجندات
بسبب الأعداد الكبيرة من المتظاهرين، قاموا بتوزيع نتائج حائط».. أما نشيد
«العيال الأجندة» الموحد فيقول «أنا مندس.. أنا مندس.. هاتلي أجندة ووجبة
وبس.. من هارديز أو كنتاكي.. هاتلي وجبة دينر بوكس.. أو سوبر زنجر من غير
خص»
وتهكم المتظاهرون على الشائعات التي ترددت عن توزيع وجبات كنتاكي وأموال
عليهم قدر بعضها 50 جنيها بالتحديد، بالقول «الوجبات لم تكن كنتاكي فقط، في
ناس لا تحب كنتاكي، فبيجيبوا لناس ثانية ماكدونالدز، وناس غاويين فقر
مصممين على الكشري والفول والطعمية، ولهذا فإن كشري حمادة والتابعي
الدمياطي أثبتوا تورطهم في تحريك هذه المظاهرات الحقيرة».
كما سخر المحتجون مما يقال عن تمويل إيراني للمحتجين، قائلين إن إيران لم
تسكت فقد عمت الاحتجاجات الغاضبة وسط الإيرانيين على الإعلام الكاذب وتقول
«نحن نوزع وجبات مؤمن وليس كنتاكي يا كفرة». يقول أحد الشباب الساخر
اختفاء قوات الشرطة منذ جمعة الغضب، كان مثارا لسخرية بلا حدود، فقد طرح
أحد المدونين سؤالا يقول: أجهزة الشرطة مش موجودة ليه؟، وترك ثلاثة خيارات
للإجابة، هي: واخدين أجازة نص السنة، جتلهم فرصة عمل في إحدى دول الخليج،
زعلانين من الشعب ومستنيين الشعب يروح يصالحهم.
وعن اللجان الشعبية التي انتشرت في البلاد عقب انسحاب الشرطة من شوارع
القاهرة وبعض المحافظات علق الشاب ساخرا: «يعنى إيه كوكا زيرو.. يعني تبقى
واقف في لجنة شعبية بتحشش.. وتيجي عربية شرطة تفتشها» في تقليد لحملة
إعلانية استخدمت تعريفات غير منطقية للترويج لمنتجها
مؤيدو الرئيس مبارك دخلوا على الخط أيضا، وردا على شعار «الشعب يريد إسقاط
النظام» رفعوا لافتة عليها «الشعب يريد إخلاء الميدان». وتهكموا على مسميات
المتظاهرين (جمعة الغضب، والرحيل..) بالقول «لو جمعة الرحيل منفعتش
هيعملوا سبت الصمود وأحد الخلاص واثنين الإطاحة وثلاثاء الإرادة وأربعاء
التصميم وخميس الاعتصام وجمعة الوداع، وآدي الأسبوع اتضرب وندخل على اللي
بعده.. سبت الضياع وأحد الملل واثنين عيد الحب وثلاثاء الخفة وأربعاء
اللذاذة وخميس اللطافة))
وعن التغيرات في الدول العربية المحيطة قال أحد المدونين إن الثورة المصرية
أفرزت عدة مكاسب «إقالة الحكومة الأردنية، رفع قانون الطوارئ في الجزائر،
إعلان الرئيس اليمني عدم ترشيح نفسه للرئاسة، قمع الشعب السوري قبل ما يفكر
يثور».