على صعيد دول إفريقيا العربية فقد دعمت مصر
استقلال ليبيا وتونس والمغرب، وتحررت أراضى ليبيا وتونس من القواعد
العسكرية. وعندما ثارت مشاكل الحدود بين الجزائر والمغرب أرسلت مصر خطاباً
للملك الحسن الثاني يطالبه بتغليب صوت العقل.
وبالنسبة لتونس، فقد
قامت الثورة بدعم الكفاح التونسي إعلامياً عن طريق الإذاعة والصحافة
المصرية، كما قامت بتدريب 200 مناضل بمعسكرات الحرس الوطني وإعدادهم
للنضال المسلح، وترحيلهم لطرابلس ليتم تزويدهم بالسلاح ثم عودتهم لتونس.
أما
الجزائر، فقد اعترفت مصر بحكومتها الوطنية المؤقتة برئاسة "عباس فرحات"
رئيساً للوزراء – و"بن بيلا" نائباً لرئيس الوزراء. وفتحت أبوابها
للمناضلين. ولهذا السبب أيضاً اشتركت فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر في
سنة 1956 بعد أن جاء "كريستيان بينو" وزير خارجية فرنسا إلى القاهرة ليقنع
عبد الناصر بالتوقف عن تأييد الثورة الجزائرية مقابل مساعدة فرنسا للعرب
في سياستهم، وكان رد عبد الناصر قاطعاً: "أن تتخلى مصر عن الجزائريين يعني
أن أتخلى عن قوميتي العربية"، وغادر "بينو" مصر وقد علم أن التخلص من "عبد
الناصر" يساوي عنده الحفاظ على الجزائر كمستعمرة فرنسية.
ولم تقتصر
المساعدات المصرية للجزائر على الأسلحة فقط، فتم إمداد "أحمد بن بيلا"
بالأموال لتوفير أكبر كمية من السلاح، وطالبت مصر بدعم الكفاح وتوسيع جبهة
القتال دون النظر إلى التكاليف والأموال التي يحتاجها ثوار الجزائر، وقام
عبد الناصر بتوضيح الموقف المصري المهادن ظاهرياً مع الحكومة الفرنسية،
بهدف الحصول على صفقة الأسلحة الفرنسية التي سيكون للمجاهدين الجزائريين
نصيب رئيسي منها. كذلك كان للجزائر نصيب من صفقة الأسلحة التشيكية.
وعلى
الرغم من محاولات مصر لحل قضية الجزائر في المحافل الدولية سلمياً،إلا أن
فرنسا ظلت متمسكة بأن الجزائر جزء من الأراضي الفرنسية، ورفضت عرض القضية
على الأمم المتحدة، فدخلت الجزائر في حرب دامية تساندها مصر إلى أن اضطرت
فرنسا للاعتراف باستقلالها في معاهدة إيفيان (مارس 1961).
ومن
المواقف الطريفة، أنه بعد استتباب الأمور لبن بيلا دعا الرئيس عبد الناصر
لزيارة الجزائر، وقام فعلا بزيارتها في 4 مايو 1963 وأثناء استقبال
الجماهير الحاشد له بالجزائر، لم تتمكن السيارة المكشوفة التي استقلاها من
اختراق الحشود فأمر بن بيلا بإحضار سيارة إطفاء ليعتليها الرئيسان.
مصر ومساندة التحرر في آسيا:
حاربت
مصر في معركة ضارية ضد الأحلاف العسكرية التي حاولت القوى الاستعمارية أن
تفرض بها على المنطقة العربية سيطرتها، مثل حلف بغداد ومبدأ أيزنهاور. وفي
الأردن وفي ديسمبر 1965 تم طرد الضباط الإنجليز من الجيش الأردني، وإلغاء
المعاهدة البريطانية الأردنية والمعونة المالية التي كانت تستخدمها
بريطانيا للتحكم في الأردن.
أما العراق، فقد دعمت مصر ثورتها (ثورة 14 يوليو) التي تفجرت لتسقط حلف بغداد، ووضعت مصر كل إمكانياتها لدعم هذه الثورة.
وفي
اليمن، دعمت مصر الثورة اليمنية التي اندلعت في 26 سبتمبر 1962، وتسبب
دعمها لتلك الثورة في العديد من المواجهات مع المملكة السعودية والولايات
المتحدة، ولكن ذلك الدعم ساعد الشعب العربي اليمني على أن يعبر من عصر
التخلف والجهل والظلام إلى عصر النور والحضارة، ومن اليمن مدت مصر الدعم
إلى اليمن الجنوبية، حيث كانت قاعدة عدن أول قاعدة استعمارية بريطانية في
الوطن العربي، إلى أن تم طرد الاستعمار البريطاني وقامت جمهورية اليمن
الجنوبية.
وبعد الثورة المصرية قفزت قضية فلسطين لتحتل مكاناً
أساسياً في قائمة أهداف الثورة. وقامت منظمة التحرير الفلسطينية بدعم من
مصر التي استمرت في تأييدها رغم أن هزيمة 1967 قد أضرت بالموقف التفاوضي
الاستراتيجي للعرب والفلسطينيين. وبعد هزيمة1967 لم تنس مصر أن فلسطين هي
أصل قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وأعلن أن مصر تسعى لتحرير جميع
الأراضي العربية المحتلة.
وبالنسبة لمساندة حركات التحرر في الدول
الغير عربية، فقد اتفق الرؤساء عبد الناصر، ونهرو، وسوكارنو على فكرة
التضامن بين المناضلين من أجل الحرية وكان اتفاقهم هذا إعلاناً عن تضامن
آسيا وأفريقيا في مواجهة المؤامرات ضد استقلال هذه الدول وتأكيداً لوجوب
تصفية الاستعمار
استقلال ليبيا وتونس والمغرب، وتحررت أراضى ليبيا وتونس من القواعد
العسكرية. وعندما ثارت مشاكل الحدود بين الجزائر والمغرب أرسلت مصر خطاباً
للملك الحسن الثاني يطالبه بتغليب صوت العقل.
وبالنسبة لتونس، فقد
قامت الثورة بدعم الكفاح التونسي إعلامياً عن طريق الإذاعة والصحافة
المصرية، كما قامت بتدريب 200 مناضل بمعسكرات الحرس الوطني وإعدادهم
للنضال المسلح، وترحيلهم لطرابلس ليتم تزويدهم بالسلاح ثم عودتهم لتونس.
أما
الجزائر، فقد اعترفت مصر بحكومتها الوطنية المؤقتة برئاسة "عباس فرحات"
رئيساً للوزراء – و"بن بيلا" نائباً لرئيس الوزراء. وفتحت أبوابها
للمناضلين. ولهذا السبب أيضاً اشتركت فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر في
سنة 1956 بعد أن جاء "كريستيان بينو" وزير خارجية فرنسا إلى القاهرة ليقنع
عبد الناصر بالتوقف عن تأييد الثورة الجزائرية مقابل مساعدة فرنسا للعرب
في سياستهم، وكان رد عبد الناصر قاطعاً: "أن تتخلى مصر عن الجزائريين يعني
أن أتخلى عن قوميتي العربية"، وغادر "بينو" مصر وقد علم أن التخلص من "عبد
الناصر" يساوي عنده الحفاظ على الجزائر كمستعمرة فرنسية.
ولم تقتصر
المساعدات المصرية للجزائر على الأسلحة فقط، فتم إمداد "أحمد بن بيلا"
بالأموال لتوفير أكبر كمية من السلاح، وطالبت مصر بدعم الكفاح وتوسيع جبهة
القتال دون النظر إلى التكاليف والأموال التي يحتاجها ثوار الجزائر، وقام
عبد الناصر بتوضيح الموقف المصري المهادن ظاهرياً مع الحكومة الفرنسية،
بهدف الحصول على صفقة الأسلحة الفرنسية التي سيكون للمجاهدين الجزائريين
نصيب رئيسي منها. كذلك كان للجزائر نصيب من صفقة الأسلحة التشيكية.
وعلى
الرغم من محاولات مصر لحل قضية الجزائر في المحافل الدولية سلمياً،إلا أن
فرنسا ظلت متمسكة بأن الجزائر جزء من الأراضي الفرنسية، ورفضت عرض القضية
على الأمم المتحدة، فدخلت الجزائر في حرب دامية تساندها مصر إلى أن اضطرت
فرنسا للاعتراف باستقلالها في معاهدة إيفيان (مارس 1961).
ومن
المواقف الطريفة، أنه بعد استتباب الأمور لبن بيلا دعا الرئيس عبد الناصر
لزيارة الجزائر، وقام فعلا بزيارتها في 4 مايو 1963 وأثناء استقبال
الجماهير الحاشد له بالجزائر، لم تتمكن السيارة المكشوفة التي استقلاها من
اختراق الحشود فأمر بن بيلا بإحضار سيارة إطفاء ليعتليها الرئيسان.
مصر ومساندة التحرر في آسيا:
حاربت
مصر في معركة ضارية ضد الأحلاف العسكرية التي حاولت القوى الاستعمارية أن
تفرض بها على المنطقة العربية سيطرتها، مثل حلف بغداد ومبدأ أيزنهاور. وفي
الأردن وفي ديسمبر 1965 تم طرد الضباط الإنجليز من الجيش الأردني، وإلغاء
المعاهدة البريطانية الأردنية والمعونة المالية التي كانت تستخدمها
بريطانيا للتحكم في الأردن.
أما العراق، فقد دعمت مصر ثورتها (ثورة 14 يوليو) التي تفجرت لتسقط حلف بغداد، ووضعت مصر كل إمكانياتها لدعم هذه الثورة.
وفي
اليمن، دعمت مصر الثورة اليمنية التي اندلعت في 26 سبتمبر 1962، وتسبب
دعمها لتلك الثورة في العديد من المواجهات مع المملكة السعودية والولايات
المتحدة، ولكن ذلك الدعم ساعد الشعب العربي اليمني على أن يعبر من عصر
التخلف والجهل والظلام إلى عصر النور والحضارة، ومن اليمن مدت مصر الدعم
إلى اليمن الجنوبية، حيث كانت قاعدة عدن أول قاعدة استعمارية بريطانية في
الوطن العربي، إلى أن تم طرد الاستعمار البريطاني وقامت جمهورية اليمن
الجنوبية.
وبعد الثورة المصرية قفزت قضية فلسطين لتحتل مكاناً
أساسياً في قائمة أهداف الثورة. وقامت منظمة التحرير الفلسطينية بدعم من
مصر التي استمرت في تأييدها رغم أن هزيمة 1967 قد أضرت بالموقف التفاوضي
الاستراتيجي للعرب والفلسطينيين. وبعد هزيمة1967 لم تنس مصر أن فلسطين هي
أصل قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وأعلن أن مصر تسعى لتحرير جميع
الأراضي العربية المحتلة.
وبالنسبة لمساندة حركات التحرر في الدول
الغير عربية، فقد اتفق الرؤساء عبد الناصر، ونهرو، وسوكارنو على فكرة
التضامن بين المناضلين من أجل الحرية وكان اتفاقهم هذا إعلاناً عن تضامن
آسيا وأفريقيا في مواجهة المؤامرات ضد استقلال هذه الدول وتأكيداً لوجوب
تصفية الاستعمار